كلمات عقب زيارة لسورية الحرة .. سورية تناديكم



شيئا فشيئا تكتمل أو تكاد تكتمل لوحة فسيفساء ثورة الحرية والكرامة في سورية


قوافل الشهداء تتوالى

أعداد الجرحى تتعاظم

جرائم كتائب الأسد تشتد وتشتد وتخرج عن طور توحش الوحوش

الشعب السوري الحر يتلقى شتى أنواع الضربات القاسية المفزعة .. لكنه قرر الصمود لينجز نصره ولينال حريته وكرامته مهما بلغ الثمن وتعاظمت التضحيات


المدن والقرى في سورية تتهدم جراء القصف بالمدافع والصواريخ والطائرات على رؤوس ساكنيها

سورية تغص بالمشردين والمهجرين
 

منهم من وجد مضيفا له في ناحية أخرى من مدينته

أو في مدينة أخرى خارج نطاق مدينته

أو لم يجد سوى بقعة أرض حررها الجيش السوري الحر فأصبحت شبه آمنة .. فاتخذ لنفسه ولأبنائه خيمة ضعيفة تؤيهم ولا تقيهم شر البرد القارص والمطر المنهمر في فصل الشتاء

أو ضاقت به الأراضي السورية .. فاتخذ لنفسه ولأبنائه ملجأ في دولة من دول الجوار

الجرحى يتلقون العلاج في المشافي الميدانية .. المنتشرة في جميع أرجاء سورية .. أو في المشافي التي تنشأ حديثا في المناطق المحررة .. التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر .. حالات الجرحى الصعبة تنقل ما أمكن الى المشافي المتخصصة في دول الجوار 

للعناية بالجريح السوري أقيمت في دول الجوار وبأيد سورية العديد من العيادات الطبية ودور الاستشفاء التي تقدم خدماتها للجريح السوري بالمجان

هذه المؤسسات .. مشافي .. عيادات طبية .. دور استشفاء .. في الداخل السوري المحرر أو في المناطق الحدودية لدول جوار سورية .. تحتاج الى عون ودعم المغتربين السوريين المستمر

كثير من الناس يتقاعس عن تقديم التبرع .. لأنه لا يثق بأن هذه التبرعات سوف تصل الى من يستحقها
 
إذا أردت أيها ال
محسن أن تتجاوز هذه المشكلة أو العقبة عليك أن تبادر وتسافر الى المناطق الحدودية مع سورية .. تكلفة بطاقة السفر لمن يقيم في أوروبا لا تتجاوز 300 الى 500 يورو .. هناك تستطيع أن تزور المهجرين المقيمين في الخيام وفي الأماكن الرديئة .. وأن تقف على درجة معاناتهم وحاجاتهم .. وأن تقدم لهم المعونة والمساعدات بشكل مباشر .. هناك ربما تشعر وبشكل أوضح  بأنك مرتبط بقضية وطنك وسوريتك وأمتك


كم هو رائع ومشرف أن تستطيع

بأن تقبل جبهة جريح ناضل من أجل الحرية والكرامة في سورية

بأن تتبادل الحديث مع هؤلاء الجرحى  .. مع هؤلاء الأبطال .. مع هؤلاء الرجال الحقيقيين

ربما استطعت أن تسمع منهم مباشرة عن الكيفية التي قاوموا فيها هذا النظام العاتي

ربما استطعت أن تصافح وتقبل اليد التي حطمت أصنام الأسد في سورية


في مشفى الأورينت .. لصاحبها غسان عبود لمحت طفلا جريحا .. لا يتجاوز عمره العشرة سنوات .. أقبلت عليه فاستقبلني بابتسامة ملائكية عطرة .. اقتربت منه لأقبل جبينه الشامخ وأسأله عن حاله .. فأجاب بعفوية طفولته وبنعومة صوته : بأنه كان يتمنى في خروجه في مظاهرة التحدي لنظام بشار الأسد ومن أجل الحرية والكرامة في سورية .. رغم القصف الشديد على معرة النعمان بتاريخ 13 كانون أول 2012 .. أن يستشهد في سبيل الله .. لكنها قذيفة غبية سقطت وتناثرت أجزاؤها فأصابت جسده الشامخ بثلاثة كسور وحروق بليغة .. بالرغم ما هو عليه .. فهو سعيد بأن أخاه لم يصب إلا بجرح بسيط ولم يحتاجوا لمعالجة جرحه إلى الإتيان به إلى المشفى كما هو حاله .. بعد هنيهات أخبرني أحد أعضاء الفريق الطبي بأن أخاه قد استشهد على الفور جراء القصف الجبان لكتائب الأسد .. ولكنهم وبالطبع لم يخبروه بما جرى لأخيه .. قبل أن أودعه استدركت بأن أسأله عن اسمه .. فقال : نضال .. ويا له من نضال

الجرحى .. المشافي .. ودور الاستشفاء .. يحتاجون وبشكل ضروري وملح إلى المزيد من الأطباء في شتى اختصاصات معالجة إصابات الحروب .. يحتاجون إلى الأدوية .. هناك نقص في الدواء مخيف .. يحتاجون إلى الأموال لتغطية النفقات المتعاظمة
 

أيها الأحرار كيف تريدون أو ترغبون بأن تنجز ثورة الحرية والكرامة نصرها دون مشاركتكم .. دون عونكم .. دون تضحياتكم
 

ألا ترغبون بنيل الثواب من الله عزوجل على عمل خال من النفاق والرياء وبشرف مد يد العون لهؤلاء الأبطال الجبابرة .. ألا ترغبون برؤية وجوههم النضرة ومحياهم العطر
 

إنها .. لو تعلمون .. أيام الخير والبركة .. أيام يستكثر فيها العمل والعطاء والجهاد في سبيل الله .. إنها أيام معدودة في سبيل تحرير  أمتنا من أعتى الشرور التي مرت عليها في التاريخ

الكثيرون منا يستأخرون الانتصار .. لكن ثورة الحرية والكرامة في سورية .. ربما ..  تنتظر شرف مشاركتكم .. لتنتصر هذه الثورة  بسواعد جميع أبنائها مهما اختلفت أعراقهم ومذاهبهم

الكثيرون منا يذكرون معاني مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. عندما قال .. بما معنى الكلام : لو أن بغلة تعثرت في بغداد لشعرت بالمسؤولية عنها .. لأنني لم أعبد لها الطريق .. فكيف بالطبيب السوري إذا  جريح الثورة السورية لم يتلق العلاج والدواء .. كيف بالسوريين أصحاب المال إذا المتضررون من الهجمة الأسدية في سورية لم يتمكنوا من الحصول على الخبز والدواء والكساء

نظام الأسد يحارب الشعب السوري برغيف الخبر .. أيها الأحرار تأمين رغيف الخبز في سورية في هذه الأيام تقع ضرورته في موقع تأمنين الرصاص لمقارعة هذا النظام الإرهابي المجرم الجبان

سورية .. تناديكم .. تناديكم .. تناديكم

عدنان وحود

 

كانون الأول 2012