من أستاذ مخضرم إلى مهندس

 

 

                                                           د.م. عدنان وحود

 

 

بمناسبة انصرام عام واستهلال عام جديد كتب الأستاذ المخضرم المتقاعد دكتور وليام البريخت الرسالة التالية لأصدقائه المهندسين ، الذين ما زالوا في خضم الحياة العملية للصناعة في أوروبا .

الأستاذ د. وليام البريخت ألماني يبلغ من العمر 85 عاماً ، درس هندسة الكيمياء إلى أن حصل على درجة الدكتوراه . في الحياة العملية احتل مواقع مسؤولية في كبرى شركات البتروكيماويات في العالم ، إلى جانب هذه المسؤولية أخذ مكانه في العديد من المجامع العلمية ، كما أنه لم يتوانى بأن يمارس دوره في التعليم العالي ، ويحصل على درجة الأستاذية . اشترك في التأسيس للعديد من المؤتمرات العلمية والمعارض الصناعية العالمية . حصل على الوسام الاتحادي من رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية . البروفسور البريخت يعتبر علم من أعلام العلم والصناعة في ألمانيا ، ورغم تقدمه في السن ما زال يحضر جلسات المجامع والمؤتمرات العلمية التي أسسها .

 

الرسالة

« بلا ريب لا يمكن التكهن ، بما سيجلب علينا العام القادم ، غير أني أخشى ، أن لا نصل إلى الاستقرار قريباً . عالمنا هذا ليس مفطوراً على أن يتنازل الفرد أو يقتطع عما هو في إطار حوزته ، وعلى أن لا يسيء الكبير استخدام القوة ، وعلى أن العامة – في انتظار التحسن التدريجي – ترضى بالظروف المتواضعة .

لو أن الكمال كان من نصيب الإنسانية لأمكننا تصور كمال الأوضاع أيضاً ، غير أن التقلبات إلى هذا أو ذاك الجانب تجعل البعض يعاني ، والبعض الآخر ينعم ، أو يرضى بما هو عليه . الأنانية والحسد كمعاقل للشر يدفعان دائماً بلعبتهم ، وحرب الأحزاب سوف لن تجد نهاية »

( يوه. بيتر إكرمان ، " حديث مع جوته " – فايمر25/2/1824م )

 

 

 

عزيزي المهندس

عام عاصف يقبل على نهايته ، وهو ما زال عاصفاً أيضا . كوارث طبيعية تبعت خريفاً ذهبياً . إعادة افتتاح كنيسة النساء في دريسدن/ألمانيا استقطب آلاف الزوار ، بينما يطلق النار في أماكن أخرى ، وأناس يفجرون أنفسهم في الهواء . في مواطن كثيرة من العالم ينتشر الجوع ، وفي مواطن أخرى تدفع التعويضات للكف عن زراعة الأرض ، كأننا نعيش في عالم المجانين . وماذا يحصل عندنا ؟ نحن نحارب من أجل المال ، ونريد المحافظة على ما في أيدينا ، بالرغم من أننا نعلم ، أن ذلك لن يستمر . نحن نعلم ، بأننا ما زلنا أقوياء ، ونتعجب بآن واحد ، من أننا نتخلف عن الركب الحضاري شيئاً فشيئا .

الأسباب التي نجدها عندنا تزيد من ضعفنا ، بدل من أن تعطينا القوة لنصبو إلى سلوك آداب وأهداف جديدة .

بعض الخطوات على سلم الأبحاث كانت في وقت ما مشاريع أبحاث هامة لصناعتنا . اليوم علينا أن نبني أدراجاً واسعة ، للنهوض بذلك نحتاج إلى فرق عمل ، تعمل مع بعضها البعض وتتكلم لغة واحدة ، وترعى الهدف بإرادة وجدارة إلى أن يتحقق . الجدارة في السوق – أو الحياة العملية – هي علامة النجاح .

 

أتمنى لك ولزملائك ميلاداً سعيداً وللعام المقبل طريقاً ناجحاً لمستقبل يتناسب مع أيامنا المقبلة

للصداقة الدائمة .. بروفسور وليام البريخت

 

فوبرتال/ألمانيا

10 كانون الأول/ديسمبر 2005م